الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة 10 مساجين تونسيين يغادرون الزنزانة ويكسرون حواجز العزلة لتقديم هذه المسرحية

نشر في  30 مارس 2017  (12:18)

بمبادرة من كمال رقية مدير مشروع "سعي لنظرات أخرى" وبتمويل من الاتحاد الاوروبي وبالاشتراك مع إدارة السجون والاصلاح، قدّم 10 مساجين يوم الاربعاء 29 مارس بدار الثقافة ابن رشيق مسرحية "نوّ" وهي عمل مقتبس من جمهورية افلاطون التي تطرقت لمفاهيم العدالة والنظام والانسان العادل..

وبحضور وزير العدل غازي الجريبي وعدد من اطارات إدارة السجون والإصلاح واعلاميين وناشطين في المجتمع المدني، أكد كمال رقية على أهمية هذه التجرية التي ترمي الى تغيير نظرة المواطن للسجن والسجين مضيفا انه علينا ان نعطي فرص جديدة للسجناء حتى لا يظل السجن مرادفا للعزلة ولمضيعة للوقت.

ودعا كمال رقية الى اعادة النظر في المنظومة السجنية وإدخال الثقافة كوسيلة الى إعادة هيكلة شخصية السجين.. كما بيّن رقية أنّ المسرحية مستوحاة من مؤلف جمهورية أفلاطون مع التركيز على فكرة "التعايش السلمي مع البعض"..

وبفضل أداء فيه كثير من العفوية، تمكن السجناء-الممثلون من تقديم عرض مسرحي مميز تطرقوا فيه لعدة مفاهيم منها ثنائية الخير والشر، العلاقة مع الآخر، الأحاسيس الشخصية في السجن، الرؤية للمرأة وللعائلة والأطفال.. وتضمن الجزء الاخير للمسرحية، والذي يلتقي فيه السجناء العشرة على الركح، جمالية بصرية لافتة للانتباه. فمن بين هذه الاجساد المتخاطبة تلوح "حقيقة ما"، حقيقة بشر ولو أخطأ في حق المجتمع والأفراد، فيظل بشرا جديرا بأن يحيا ويعيش ويفكر ويتواصل مع الآخرين ولو بشكل مختلف.. وقد شكل هذا العرض المسرحي إمكانية لهؤلاء المساجين أن يحققوا ذواتهم بطريقة متفردة وأن يقدموا عملا يبرهن عن انسانيتهم مهما كانت أخطاؤهم..

بقي أن نشيد بمبادرة السيد كمال رقية التي تؤكد أهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه المجتمع المدني في مد جسور التواصل والتقليص من عزلة السجين تماما كما مبادرة الصادق ولينا بن مهني والتي تتمثل في جمع وتوفير كتب للمحبوسين في مختلف السجون التونسية. مبادرات تدل على حس انساني عميق، وهو جدير بالدعم والتشجيع.

شيراز بن مراد